ذكرى ملحمة بن قردان: حتى لا ننسى.. ونتّعظ
لم يكن يوم السابع من مارس 2016 يوما عاديا منذ ساعات فجره الأولى، ولم تبزغ شمس ذلك اليوم إلا وكل الأعناق قد إشرأبت نحو تلك المدينة الصغيرة لم نهتمّ بأخبارها إلا لِماما.. مدينة بن قردان الحدودية.
إستفقنا يومها هلعين على خبر هجوم إرهابي لم تتضح معالمه إلا بعد ساعات النهار الأولى، هجوم إرهابي إستهدف 3 مواقع أمنية بالتوازي: منطقة كل من الأمن والحرس وثكنة الجيش بالمدينة عرفت وابلا من رصاص إرهابيين كانوا يظنون أنهم بصدد إفتكاك المدينة وتأسيس امارة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي... فعادوا على أعقابهم خائبين. إذ تصدّت القوات الأمنية والعسكرية إلى الهجوم وتمكّنت من القضاء على العشرات من الإرهابيين خلال المواجهات في ذلك اليوم وعلى عدد آخر خلال الأيام التالية التي أعقبت الهجوم الجبان. وألقي القبض على عناصر إرهابية أخرى وحجزت معدات حربية وكميات من الذخيرة.
بقيت صورة خالدة من تلك الملحمة تحمل كل تناقضات الهجوم الجبان الذي قام به الإرهابيون، صورة صمعة ''مسجد جلال'' الواقع قبالة الثكنة العسكرية بالمدينة، وقد إخترقتها ثقوب الرصاص بعد تركيز سلاح رشاش فيها من قبل الإرهابيين، وقاموا منها بإطلاق النار على الثكنة...
وبعد العمليّة الغادرة عبّرت العديد من الدول العربية عن مساندتها لتونس وتضامنها معها في حربها على الإرهاب على غرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى. كما أكّدت وزارة الخارجية البحرينية في بيان تضامنها مع تونس في مواجهة الارهاب وفي ما تتخذه من إجراءات لاستتاب الأمن والاستقرار بكافة أنحائها. الجزائر بدورها تضامنت مع تونس على لسان الناطق الرسمي بإسم وزارة الخارجية بعد عملية بن قردان.
وعبّر ملك المغرب عن تضامنه مع تونس بعد هذه الأحداث بن قردان، مؤكّدا على ضرورة تكثيف وتنسيق الجهود الإقليمية والدولية من أجل التصدي للتهديدات والمخاطر الإرهابية العابرة للحدود، خاصة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء.
واستنكرت حكومة الوفاق الوطني الليبية الاعتداء الإرهابي، مشيرة إلى دعمها وتضامنها مع الشعب والحكومة التونسية في مكافحة الجماعات الإرهابية.
وقد أدانت الولايات المتحدة الأمريكية ''بشدّة'' الهجمات الإرهابية التي استهدفت مدينة بن قردان مؤكدة استعدادها لمساعدة الحكومة التونسية بعد هذا الاعتداء ''الجبان''. وقال المتحدث بإسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي إن الولايات المتحدة ''ترحب بالردّ السريع والشجاع لقوات الأمن التونسية'' على الهجمات المتزامنة.
وأكّد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بدوره دعم فرنسا لتونس بعد أحداث بن قردان اليوم، معتبرا أنه يتم استهداف تونس لأنّه بلد ''رمز''.
ويشرف اليوم الخميس 7 مارس 2019 وزيرا الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي والتجارة عمر الباهي على إحياء الذكرى الثالثة للملحمة، وعلى وضع حجر أساس المنطقة اللوجيستية بمدينة بن قردان.